قصة المعرض الإفتراضی...

فی کل عام کنا نقیم المعرض القرآنی فی مصلى الإمام الخمینی الکبیر، رغم کل المصاعب والمتاعب ومراراتها وحلاوتها، لکن ما أن إنتصف خریف العام 2019، وکنا کالأعوام السابقة نخطط للحضور فی مصلى الإمام الخمینی ثانیة، وکنا قد أشرفنا على إنهاء التخطیط والبرمجة الکاملة، بعد التحدث مع المجموعات المختلفة، وکانت الأمور تسیر على ما یرام، وتتوالى الآراء وتتلوها الإقتراحات ویتم بحثها ودراستها، حتى فوجئنا بتدهور الأمور نهایات العام ذاته... .
فقد داهمنا فایروس کورونا،... فوجئ الجمیع بهذا الفایروس الغریب، ولم یکن أحد یعرف ما الذی یحدث بالتحدید، وبقی الجمیع فی حیرة من أمرهم، لتتوالى القرارات وتُعطل البرامج الواحد تلو الآخر، وإشتدت صعوبة الحرکة فی المدن والبلاد بأسرها، حتى وصلنا ربیع العام 2020 لیتم الغاء إقامة المعرض القرآنی ... نعم لقد تعطل المعرض القرآنی خلال عام 2020 بسبب جائحة کورونا.
فی تلک الفترة طُرحت فکرة إقامة معرض إفتراضی، وکنا نأمل أن نتمکن من الحضور فی لیالی شهر رمضان المبارک فی المصلى لإقامة المعرض، لکن لم یحدث ذلک... وحدث ما حدث، من اقامة المعرض الإفتراضی للقرآن الکریم.
لکن کل ذلک کانت نعمة إلهیة. فإذا کان سکان طهران فقط، یحضرون للمعرض، فمن الآن فصاعدا سیتمکن کل سکان الدنیا وببرکة الإنترنت، سیستفید أکبر عدد من سکان العالم من البرامج التی تقدم عبر هذا المعرض الإفتراضی. وبعون الله نأمل أن یستتب الأمر للمعرض المجازی، وبدلا من أن یقتصر دوره على فترة شهر رمضان المبارک، سیکون على مدى العام فی متناول الرواد، والأصل أن یکون الأمر کذلک، لیستأنس الجمیع على مدى العام بکتاب الله... صحیح أن الإستیناس بالقرآن یکون خلال شهر رمضان بإعتباره ربیع القرآن، الإ ان هذا المعرض بات سببا لیستمر التواصل مع القرآن على مدى العام.
فجائحة کورونا التی خطفت منا المعرض القرآنی على الأرض، إلا أنها أهدتنا المعرض الإفتراضی، وها أنتم أمام النسخة الأولى للمعرض الإفتراضی للقرآن الکریم.
وکلنا أمل أن یکون هذا التوفیق متواصلا، لنرى أعداد المعرض تتزاید إلى جانب اسم المعرض الإفتراضی للقرآن الکریم، ونکون سببا فی إستیناس شعبنا العزیز بمعجزة آخر رسالات السماء، "القرآن الکریم".
ولکن...
"القرآن هو کتاب النمو والتنمیة"
هذا هو شعار المعرض الإفتراضی الأول للقرآن الکریم الذی بدأ اعماله فی الأول من شهر شباط فبرایر الحالی(عام 2021م) لیستمر حتى العاشر منه(من الثامن عشر وحتى السابع والعشرین من شهر رمضان)، لیقدم خدماته فی قسمین، قسم خدمة مبیعات المعرض، وقسم خدمة المضمون، للزبائن. ففی قسم المبیعات فإنه ستکون خلال أیام إقامة المعرض فقط، فیما سیستمر تقدیم خدمة المضمون حتى بعد إقامة المعرض الإفتراضی، بعون الله وستکون من أصحاب القرآن.

ماهو المعرض المجازی للقرآن الکریم؟
إن المعرض القرآنی الإفتراضی هو أرضیة لتعریف المجموعات التی تقدم خدمات قرآنیة ممتازة عبر المجال الإفتراضی، وهذه الخدمات یمکن تقسیمها الى قسمین:

الأول: خدمة المبیعات
هناک 540 ناشطا یقدمون منتجاتهم فی الموضوعات الدینیة والقرآنیة ومجال الدفاع المقدس، عبر أکثر من 15000 عنوان، کتاب لرواد المعرض.

ثانیا: خدمة المضمون
لقد حاولنا تقدیم مساعدات للمجموعات الشعبیة التلقائیة، التی قلما یتم التعرف علیها أو الإهتمام بها، لکنها وفی نفس الوقت –والحق یقال- بأنها عملت أفضل من الکثیر من المجموعات الحکومیة السیادیة لخدمة القرآن الکریم. وقد رکزنا خدماتنا هذا العام على هذه المجموعات، خاصة المجموعات التی تقدم خدمة تعلیم القرآن عبر الفضاءات المجازیة فی المدن النائیة من جنوب البلاد، وکانت مجهولة حتى الآن، وکذلک نواصل العمل لباقی المجموعات التی تقدم خدماتها فی شمال وشرق وغرب البلاد.

ألف- الدعم عبر الدعایة والإعلام:
من خلال المعرض والمواقع ووکالات الأنباء ومؤسسة الإذاعة والتلفزیون، وباقی قنوات التواصل الإجتماعی، أن نقدم ونعرف هذه المجموعات للشعب کی یستفیدوا أکثر من خدماتها. وخلال هذا التعریف یدور الحدیث عن المجموعات ذاتها مع شخصیات یعملون فیها لیکون التعریف من داخل کل مجموعة وهم یتحدثون عن نشاطاتهم وخدماتهم.
ب. تقدیم دعم مادی غیر مباشر
نحن لانقدم دعما مادیا مباشرا للمجموعات، بل إننا وحسب التنسیق، نحاول إسناد المجموعات بالخدمات العملیة أثناء عملها. وکلما کان إقبال الرواد على المجموعات أکثر، ستحصل المجموعات على دعم اکثر منا. فعلى سبیل المثال المجموعة التی تقدم تعلیما عبر الفضاءات المجازیة، هذه الخدمة فی الظروف العادیة تستوجب دفع تکالیف، ولکن ببرکة شهر رمضان المبارک، والمعرض الإفتراضی للقرآن الکریم، تکون الخدمة مجانیة أو أقل تکلفة، وکلما یستفید الزبائن من خدمات المجموعة، فبإمکانها رفع سقف استلام المساعدات أیضا. وهذا النوع من الدعم فی الحقیقة لم یکن دعما دون مقابل.
ونحن على قدر ما یسمح لنا الوقت والطاقات المتاحة لنا نسعى لتکون خطواتنا وخدماتنا شعبیة، ومما لاشک فیه أننا نحتاج لمساعدة التواقین للعمل الفنی وأصحاب الرأی والعطوفین، کی تبقى هذه المسیرة متنامیة ومزدهرة ومستمرة، کما نأمل منکم أن لا تنسوا خادمیکم من صالح الدعوات.